ئەرشیفەکانى هاوپۆل: ترجمە

(المنظمة الحمراء (1870

المنظمة الحمراء 1870

إن الحرية السياسية من دون مساواة اقتصادية هي مجرد زعم , احتيال , كذبة , و العمال لا يريدون الأكاذيب

يسعى العمال بالضرورة إلى التحويل الجذري للمجتمع , الذي يجب أن تكون نتيجته إلغاء الطبقات , سواء في الاقتصاد أو في السياسة , سعيا وراء نظام مجتمعي سيدخل فيه كل البشر إلى هذا العالم تحت ظروف خاصة , أي سيكونوا قادرين على كشف حقيقتهم و تطوير أنفسهم , أن يعملوا و يستمتعوا بالأشياء الجيدة في الحياة . هذه هي ضرورات العدالة.

 

لكن كيف يمكننا انطلاقا من جحيم الجهل و البؤس و العبودية التي يغرق فيها عمال المزارع و المدن , أن نبلغ تلك الجنة , و نحقق العدالة و الطبيعة الإنسانية ؟ لإنجاز هذا لدى العمال وسيلة واحدة : اتحاد المجالس.

 

يقوي العمال أنفسهم من خلال هذا الاتحاد , يعززون بعضهم بعضا بشكل متبادل , و عبر جهودهم الخاصة , و يضعون حدا لذلك الجهل الخطر الذي هو الدعامة الأولى لعبوديتهم . من خلال هذا الاتحاد , فإنهم يتعلمون كيف يساعدوا و يدعموا بعضهم البعض بشكل متبادل . و هكذا سيحصلوا أخيرا على قوة ستثبت أنها أكثر جبروتا من كل رأس المال البرجوازي المتحد و السلطات السياسية بمجموعها .

 

يجب أن يكون المجلس ذلك الاتحاد في إدراك كل عامل . يجب أن يصبح كلمة السر لكل تنظيم سياسي و احتجاجي للعمال , كلمة السر لكل مجموعة , في كل صناعة و في كل مزرعة . من دون شك فإن هذا المجلس هو الرمز الأكثر وزنا و الأكثر وعدا بتحقيق الآمال للنضال البروليتاري كنذير مؤكد النجاح للانعتاق الكامل القادم للعمال . أثبتت التجربة أن الاتحادات المعزولة ليست أكثر قوة من العمال المعزولين . حتى اتحاد كل جمعيات العمال في بلد واحد لن يكون قويا بما فيه الكفاية ليصمد في نزاع ضد التجمع الدولي لكل الرأسمال العالمي المشغول بخلق الأرباح . يثبت علم الاقتصاد حقيقة أن انعتاق العمال ليس قضية وطنية . لا يوجد أي بلد , مهما كان غنيا قويا أو معتمدا على نفسه , يمكنه أن يقوم بتغيير جوهري في علاقة رأس المال و العمل – من دون تدمير نفسه و تسليم مواطنيه للبؤس – , إذا ما لم يتم إنجاز هذا التغيير , في نفس الوقت , على الأقل , في الجزء الأكبر من البلاد الصناعية في العالم . بالنتيجة فإن مسألة انعتاق العمال من نير رأس المال و ممثليه , الرأسماليون البرجوازيون , هو فوق كل شيء قضية عالمية . فالحل ممكن فقط إذا من خلال حركة أممية.

 

هل هذه الحركة العالمية فكرة سرية , مؤامرة ؟ على الإطلاق . إن هذه الحركة الأممية , اتحاد المجالس , لا تفرض من أعلى أو تخطط سرا . إنها تقوم بالتوحيد من أسفل من آلاف المناطق . إنها تنطق بلسان كل مجموعة من العمال و تعتنق القرار المشترك لكل الفصائل . إن المجلس هو ديمقراطية حية : في كل مرة يضع فيها الاتحاد الخطط , فإنه يفعل ذلك علنا , و يتحدث إلى جميع من سيستمع إليه . إن كلمته هو صوت العمل الذي يسخر كل طاقاته للإطاحة بالاضطهاد الرأسمالي.

 

ما هو رأي المجلس ؟ ما هو الشيء الذي يطالب به كل اتحاد من هؤلاء الذين يكدحون و يفكرون , في كل مصنع , في كل مزرعة ؟ ما الذي يدعون إليه ؟ العدالة ! أقصى عدالة ممكنة و أوسع حقوق الإنسان : حقوق الرجال و النساء و الأطفال , بصرف النظر عن كل الفروق في الولادة , العرق , أو العقيدة . إنه حق الحياة و توفير العمل لصون ذلك الحق . مساعدة كل فرد للجميع و الجميع لكل فرد . إذا بدت هذه الفكرة مخيفة و هائلة للمجتمع البرجوازي القائم , فإن هذا يسوء هذا المجتمع فقط . هل مجلس العمل هو مشروع ثوري ؟ نعم و لا.

 

إن مجلس العمل هو ثوري بمعنى أنه سوف يستبدل مجتمعا يقوم على الظلم , الاستغلال , الامتيازات , الكسل , و السلطة , بمجتمع يقوم على العدالة و الحرية لكل البشرية . بكلمة , إنه يريد تنظيما اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا سيجد فيه كل إنسان , من دون تمييز وفقا لخصائصه الطبيعية و الفردية , أنه من الممكن بشكل متساوي مع البقية أن يطور نفسه , أن يتعلم , أن يفكر , أن يعمل , أن يكون فعالا , أن يستمتع بالحياة بشكل جدير بالإنسان . نعم , هذا ما يريده , و نعيد مرة أخرى , إذا كان هذا يتناقض مع النظام الحالي للمجتمع , فإن هذا يسوء هذا المجتمع وحده.

 

هل مجلس العمل هو ثوري بمعنى المتاريس و الانتفاضة العنيفة أو التظاهر ؟ لا , إن المجلس يشغل نفسه قليلا فقط بها النوع من السياسة أو بالأحرى يجب على المرء أن يقول أن المجلس لا يشارك فيه أبدا . إن الثوار البرجوازيين , القلقين من تغيير ما في السلطة , و عملاء البوليس يجدون وظيفة في وضع متفجرات صوتية و محاولة إثارة الهياج , منزعجون جدا من مجلس العمل بسبب عدم اكتراث المجلس لنشاطاتهم و مؤامراتهم للتحريض.

 

مجلس العمل , المنظمة الحمراء لأولئك الذين يريدون و يكدحون , الذين استوعبوا منذ زمن طويل أن كل سياسي برجوازي – لا يهم كم يبدو أحمرا أو ثوريا – يخدم , لا انعتاق العمال – بل تشديد عبوديتهم . حتى إذا لم يستوعب المجلس هذه الحقيقة , فإن اللعبة البائسة , التي يلعبها من وقت لآخر الجمهوريون البرجوازيون و حتى الاشتراكيون البرجوازيون سوف تفتح عيون العمال.

 

إن مجلس العمل , الذي يتطور بشكل أكثر كمالا في حركة العمال الأممية , يبقي نفسه بعيدا عن هذه الحيل السياسية الكئيبة , و يعرف اليوم سياسة وحيدة فقط : لكل مجموعة و لكل عامل , دعايته , توسعه و تنظيمه في العمل و النضال . في اليوم الذي يتوحد فيه قسم كبير من عمال العالم من خلال مجلس العمل , و يتنظمون على نحو ثابت من خلال مجلس العمل , و يتنظمون بشكل متماسك فوق انقساماتهم في حركة تضامنية واحدة , لن تكون أية ثورة , بمعنى الثورة العنيفة , ضرورية . من هنا سنرى أن الأناركيين لا يؤيدون العنف العقيم التي ينسبه إليه أعداؤهم . من دون عنف , ستنتصر العدالة . ستتم تصفية الاضطهاد من قبل القوة المباشرة للعمال من خلال اتحادهم . و إذا ظهرت في ذلك اليوم , دعوات نافذة الصبر و بعض المعاناة , فإنه سيكون ذنب البرجوازية التي رفضت أن تعترف بما كان يحدث بسبب مكائدهم . بالنسبة لتحقيق انتصار الثورة الاجتماعية نفسها فإن العنف لن يكون ضروريا .

 

ترجمة : مازن كم الماز

ما هي الأناركية الشيوعية / الجزء الثانى: ليس العنوان و إنما المضمون هو ما يهم

ما هي الأناركية الشيوعية

الجزء الثانى: ليس العنوان و إنما المضمون هو ما يهم

واين برايس
ترجمة : تامر موافي

و بالتالى فإن القول بأن الشروط التكنولوجية اللازمة للشيوعية الكاملة موجودة هو صحيح بالتأكيد و لكنه صحيح ضمنيا .. فالإنسانية تمتلك المعرفة التقنية و المهارات الضرورية لبناء عالم من الوفرة يتيح وقت فراغ للجميع و بشكل متوازن مع العالم الطبيعى و لكن الأمر سيتطلب كثيرا من العمل بعد الثورة لخلق هذا العالم.

فى القرن التالى لكتابات كروبوتكين و ماركس كان ثمة تزايدا هائلا فى الإنتاجية .. طوال آلاف من السنين كان على 95% إلى 98% من البشر أن ينخرطوا فى إنتاج الغذاء بشكل أو بآخر .. و لكن اليوم إنعكست النسبة ففى الولايات المتحدة مثلا يعمل 2% إلى 3% فقط فى الزراعة .. بالمثل بالنسبة للمصانع المميكنة يؤكد البعض أن بالإمكان إنتاج ما يكفى لحياة مريحة لكل إنسان .. يمكن لعدد من يتطوعون للعمل أن يكون أكبر مما هو مطلوب للوظائف الضرورية .. يمكن لإقتصاد صناعى تعاونى و مخطط ديموقراطيا أن يمنح كل إنسان الكثير من وقت الفراغ .. هذا أساسى لأى مجتمع ينبنى على الديموقراطية من أسفل إلى أعلى .. فى جميع الثورات السابقة، بمجرد إنقضاء الإضطرابات عادت الجماهير إلى طاحونة العمل اليومى فيما توافر لقلة فقط الوقت لإدارة الأمور فعليا .. مع توافر وقت الفراغ للجميع فإنهم سيكونون أحرارا بما يكفى لأن يديروا ذاتيا أماكن السكن و العمل و المجتمع فى مجمله.

بإختصار توجد كافة الشروط التكنولوجية اللازمة للشيوعية التحررية الكاملة التى أسماها ماركس “المرحلة العليا للشيوعية” .. و من ثم فقد جادل البعض بأنه من الممكن التقدم فورا إلى الشيوعية الكاملة بمجرد أن تتحقق الشروط الإجتماعية و السياسية .. ولكننى لا أعتقد أن هذا صحيح.

السبب الوحيد هو أن التكنولوجيا الإنتاجية التى نملكها هى تكنولوجيا خلقتها الرأسمالية و لأجل الرأسمالية و هى عالية الإنتاجية فقط وفق شروط إنجاز الأهداف الرأسمالية أى مراكمة رأس المال .. وفق شروط أخرى هى فى الواقع تهدر قدرا هائلا من الموارد و هى مدمرة و ملوثة للبيئة مما يعرض عديد من أنواع الكائنات الحية للإنقراض و هى تستنفذ الموارد غير المتجددة و تختزن القنابل النووية و تتسبب فى الإحتباس الحرارى. وفق الشروط الإنسانية تم تنمية هذه التكنولوجيا عمدا لتحجيم العمال و لتحول بيننا و بين التفكير و لتحافظ على الهرمية الإجتماعية .. لذا ففى أعقاب الثورة سيكون على العمال إعادة بناء التكنولوجيا الصناعية لجعلها قابلة للإستمرار دون إلحاق الضرر بالبيئة و للتخلص من الإنقسام بين من يعطون الأوامر و من يتلقونها .. ينبغى لنا أن نخلق تكنولوجيا جديدة منتجة بشكل يحفز الإبداع الإنسانى و التناغم البيئى.

الحاجة إلى إنتاج عالمى متزايد

أيضا و بالرغم من أن أمريكا الشمالية و أوروبا الغربية و اليابان و قليل من الأماكن الأخرى لديها الكثير من التكنولوجيا الحديثة إلا أن هذا ليس هو حال غالبية العالم .. ما يسمى بالعالم الثالث ليس تصنيعيا بالقدر الكافى أو المتوازن حاليا .. هذه البلدان التى يتم إفقارها و إستغلالها لا تمتلك من الثروة أو الصناعة ما يكفى أن تتجه حتى إلى المرحلة الأدنى للشيوعية (التى يسميها لينين مرحلة الإشتراكية) ناهيك عن أن تحقق الشيوعية الكاملة .. يمكن للعمال و الفلاحين أن ينتزعوا السلطة فى بلدانهم و ينشئون نظاما من المجالس العمالية و المجالس الشعبية و لكن لتدعيم مسيرتهم إلى الشيوعية سيكون عليهم إشعال الثورة فى البلدان الصناعية الإستعمارية حتى يحصلوا على معونة شعوبها.

أنا لا أتفق مع الشيوعيين المجالسيين و غيرهم من الماركسيين الذين يدعون أن الأمم المقموعة يمكنها فقط القيام بثورات برجوازية بل إنى أعتقد على العكس من ذلك أن عمال و فلاحى هذه الأمم يمكنهم الإطاحة بالبرجوازية المحلية ثم ينشرون الثورة إلى البلدان الصناعية التى ستساعدهم فى التنمية وصولا إلى الشيوعية .. هذه الرؤية تناقض مفهوم ستالين عن بناء الإشتراكية فى بلد واحد لأن قدرا كبيرا من المساعدة من قبل الأجزاء الصناعية من الكوكب ستحتاجه تنمية إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية بشكل إنسانى و ديموقراطى و متوازن بيئيا.

و بالتالى فإن القول بأن الشروط التكنولوجية اللازمة للشيوعية الكاملة موجودة هو صحيح بالتأكيد و لكنه صحيح ضمنيا .. فالإنسانية تمتلك المعرفة التقنية و المهارات الضرورية لبناء عالم من الوفرة يتيح وقت فراغ للجميع و بشكل متوازن مع العالم الطبيعى و لكن الأمر سيتطلب كثيرا من العمل بعد الثورة لخلق هذا العالم.

مراحل الشيوعية

لهذه الأسباب تصور الشيوعيون التحرريون دائما أن يتحقق التغيير نحو مجتمع شيوعى كامل عبر فترة زمنية و بشكل مرحلى فى أعقاب الثورة .. إقترح ماركس المرحلتين العليا و الدنيا للشيوعية و عبر باكونين عن الشيئ نفسه بشكل ضمنى .. حتى كروبوتكين قد إقترح نوعا من المرحلية للشيوعية الكاملة .. فقد أوضح كروبوتكين أنه بعد الثورة مباشرة سيتعين على أفراد الطبقة العاملة البالغين أن يعملوا لنصف يوم (5 ساعات) حتى يمكن توفير قدر مناسب من الغذاء و الكساء و المأوى .. غالبية السلع ستكون كمياتها محدودة و من ثم ينبغى أن يدير المجتمع عملية توزيعها .. بمرور الوقت و مع تحسن الإنتاجية سيتطور الإقتصاد إلى الشيوعية الكاملة .. ستصبح معظم السلع وفيرة و يمكن للناس أن تحصل عليها من على أرفف مخازن المجتمع .. و سيمارس العمل بسبب الوعى الإجتماعى و الرغبة فى النشاط و لكن هذا كله لن يكون ممكنا لحظيا.

ثمة عامل آخر .. فالأقرب إلى التصور أن يقوم بالثورة جبهة متحدة من مجموعات سياسية متعددة مناهضة للرأسمالية .. فأمريكا الشمالية و أوروبا على سبيل المثال أضخم و أكثر تعقيدا من أن تحوذ منظمة ثورية واحدة الأفضل بين الأفكار و المناضلين .. سيكون على هذه المجموعات أن تعمل سويا و لكن بعضهم فقط سيكونون من الأناركيين الشيوعيين .. فإذا ما إستبعدنا السلطويين المتمسكين بنمط الدولة فإننا على أغلب الظن سنتحالف مع التشاركيين و الأناركيين غير الشيوعيين و الإشتراكيين الديموقراطيين الثوريين و أنواع مختلفة من الخضر إلى آخره .. و لا يمكننا أن نرغم كل هؤلاء على العيش فى إطار الأناركية الشيوعية .. فالشيوعية التحررية (الإجبارية) هى تناقض فى المصطلحات! .. قد تقرر الغالبية فى إقليم ما أن تعيش وفق الأناركية الشيوعية و لكن أقاليم مجاورة قد تعتمد نمطا تشاركيا (الإقتصاد التشاركى Participatory Economics) .. طالما لم يتم إستغلال العمال فإن الأناركيون الشيوعيون لن يبدأوا حربا أهلية داخل الثورة .. بشكل تجريبى سيتم إختبار مقاربات مختلفة فى أقاليم مختلفة و سوف نتعلم من بعضنا البعض.

كتب مالاتيستا [1984]، “إن الشيوعية المفروضة قسرا ستكون أكثر ما يمكن لعقل الإنسان أن يتصوره من أشكال الطغيان بشاعة .. و سوف تكون الشيوعية الطوعية و الحرة مدعاة للسخرية إن لم يمتلك الإنسان حق و إمكانية أن يعيش فى نظام مختلف سواء كان جمعويا أو تعاونيا أو إنعزاليا كيفما يشاء ، دائما بشرط ألا يكون هناك قمع أو إستغلال للآخرين” [ص 103] .. و توقع أن ينتصر فى النهاية نوع من الأناركية الشيوعية و لكنه شعر بأن هذا قد يتطلب وقتا طويلا لتحقيقه فى كل مكان.

هل ينبغى أن نعتبر أنفسنا شيوعيين؟

الأناركية الشيوعية هى هدف عملى مع التكنولوجيا الحديثة سواء كان علينا أن نمر خلال مراحل و حلول وسط مختلفة أو لم يكن علينا ذلك .. و لكن هذا لا يجيب السؤال: هل ينبغى أن نعتبر أنفسنا شيوعيين؟ .. نحن فى النهاية معادون لكل دولة شيوعية قائمة أو كانت قائمة فى أى وقت و نحن معادون لكل حزب شيوعى .. و لكننا لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا معادون للشيوعية حيث يعتبر هذا عادة قبولا بالأمبريالية الغربية و بديموقراطيتها المحدودة (إلى حد كبير) و حكمها من قبل أقلية طبقية. نحن معادون لهذا الحكم الطبقى أكثر كثيرا مما كانت الأحزاب الشيوعية معادية له. و لكننا نقبل بأهداف كروبوتكين و كارل ماركس المتمثلة فى مجتمع بلا طبقية و بلا دولة ينظمه مبدأ، “من كل حسب قدراته إلى كل حسب حاجاته” .. بهذا المعنى نحن حقا شيوعيون أصلاء.

التيار العام للأناركية التاريخية كان هو الأناركية الشيوعية و يمكننا بل أعتقد أنه ينبغى علينا أن نحدد هويتنا بالإنتماء إلى التراث الشيوعى فى الأناركية و الذى يمتد إلى باكونين (كهدف) و إلى كروبوتكين (كعنوان) و إلى مالاتيستا و إيما جولدمان و تقريبا كل أناركى فى عصرهم .. كان ثمة صراع بين هؤلاء الأناركيين الذين دعوا أنفسهم بالأناركيين الشيوعيين و بين هؤلاء الذين دعوا أنفسهم بالأناركيين النقابيين (السندكاليين) و لكنه لم يكن بينهم خلاف من حيث المبدأ.. كان الأناركيون الشيوعيون يخشون أن يذيب الأناركيون النقابيون أنفسهم فى الحركة النقابية الثورية و كان الأناركيون النقابيون يخشون أن يقلل الأناركيون الشيوعيون من شأن مركزية و أهمية التنظيم العمالى .. و لكن الأناركيين الشيوعيين قد قبلوا فى معظمهم بحاجة الطبقة العاملة إلى التنظيم الذاتى و بشكل خاص حاجتها إلى الإتحادات العمالية فى حين شاركهم الأناركيون النقابيون هدف الشيوعية التحررية.

إتفاقنا فى العصر الحديث مع الأناركبة الشيوعية كهدف للطبقة العاملة ينبغى بالتأكيد أن ينص عليه فى كتاباتنا و برامجنا و لكن هل ينبغى أن يبرز النص عليه فى منشوراتنا و أسماء منظماتنا؟

إجابتى هى أن هذا أمر يعتمد على عوامل أخرى .. ففى بعض البلدان لمصطلح الشيوعية مفهوم إيجابى لدى معظم المناضلين من العمال و هذا عامة نتيجة للتضحية التاريخية بالنفس و لكفاح كوادر الأحزاب الشيوعية بغض النظر عن مظاهر ضعفهم .. هذا هو الحال فيما يبدو فى جنوب إفريقيا على سبيل المثال حيث أسس زملاء لنا فى الفكر جبهة زابالاتسا الأناركية الشيوعية.

و لكن للشيوعية فى بلدان أخرى مفهوم سلبى للغاية .. ليس هذا فقط نتيجة للدعاية البرجوازية السلبية و لكنه أيضا نتيجة 75 عاما من إرتباط هذا المفهوم بالشمولية الحقيقية للإتحاد السوفيتى .. لقد دعا هذا النظام نفسه شيوعيا و كذلك فعل تابعوه و مقلدوه فى أوروبا الشرقية و الصين .. إلخ .. و فى بلدان أخرى يعرف الشيوعيون بتقديسهم إلى حد العبادة للإتحاد السوفيتى و سيطرتهم ثقيلة الوطأة على أتباعهم و كذلك لإصلاحيتهم الإنتهازية .. و أعتقد أنه لهذه الأسباب قد إستبدل الإتحاد الأناركى الشيوعى فى المملكة المتحدة اسمه إلى الإتحاد الأناركى .. و من الواضح أن حركة التضامن العمالى الأيرلندية لا يتضمن اسمها كلمة “شيوعية” .. مما يعنى أن غياب لفظ الشيوعية من أسماء منظماتنا لا يعنى التخلى عن التراث الشيوعى.

أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتمى إلى النوع الثانى و من ثم فإن إضافة لفظ شيوعية إلى اسمنا يخلق حاجزا لا داعى له بيننا و بين معظم العمال الأمريكيين فهذا يجعل من الصعب تمييز أنفسنا عن التيارات السلطوية التى تدعو نفسها بالشيوعية و لذا فإننى أصوت ضد هذا الإستخدام خاصة إذا ما أتيح لنا فى يوم من الأيام تكوين إتحاد يمتد فى أمريكا الشمالية كلها.

يستخدم وصف “الإشتراكية التحررية” عادة بين الأناركيين لتمييز أنفسنا عن الإنعزاليين و التحرريين المؤيدين للرأسمالية .. أنا أفضل مصطلح “الأناركى الإشتراكى” و يتفق مع ذلك مالاتيستا فيقول “لقد دعونا أنفسنا دائما بالأناركيين الإشتراكيين”[ص 143] .. الإشتراكية هى مصطلح أقل تحديدا من الشيوعية .. و هى تعنى بالنسبة للبعض الإصلاحية نتيجة إستخدامها على نطاق واسع من قبل الإشتراكيين الديموقراطيين و كذلك الشيوعيين .. و لكنها على الأقل لا تعنى ضمنيا الشمولية و القتل الجماعى و هى المشكلة الحقيقية .. فى المقابل دعا التروتسكيون أنفسهم بالإشتراكيين الثوريين لتمييز أنفسهم عن الستالينيين و كثير من غير التروتسكيين يستخدمون بطاقة الإشتراكيين الثوريين أيضا .. و عبر أجيال إستخدمت ” الإشتراكية التحررية” أيضا لتعنى الأناركية.

تفضيلى لمسمى “الأناركية الإشتراكية” و ” الإشتراكية التحررية” على “الأناركية الشيوعية” هو تفضيل شخصى و قد يمثل رؤية الأقلية بين الأناركيون الشيوعيون فى الولايات المتحدة .. على أى حال هى ليست مسألة مبدأ فالمحتوى لا العنوان هو ما يهم أكثر

References
Malatesta, Errico (1984). Errico Malatesta; His life and ideas (Vernon Richards, ed.). London: Freedom Press.

Related Link: http://www.anarkismo.net/newswire.php?story_id=7171

ما هى الأناركية الشيوعية ؟ الجزء الأول/ المعانى المتناقضة للشيوعية

ما هى الأناركية الشيوعية ؟

 

الجزء الأول: المعانى المتناقضة للشيوعية

 

واين برايس
ترجمة : تامر موافي

آمن كروبتكين و آخرون من الأناركيين الشيوعيين فى القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين برؤية تسمى الشيوعية .. و شارك ماركس و إنجلز هؤلاء الهدف نفسه فى الأساس .. فى مجتمع شيوعى بدون دولة و بلا طبقية تكون حيازة أدوات الإنتاج جماعية (فى يد المجتمع ككل) و يتم العمل لأهداف إجتماعية و ليس مقابل أجر و تكون السلع الإستهلاكية متاحة للجميع بحسب حاجاتهم.

و لكن أثناء الحرب الباردة أصبح للشيوعية معنى مختلفا تماما .. خضعت أمم كبرى لحكم من أسموا أنفسهم أحزابا شيوعية .. أدارت إقتصادات هذه الأمم دول شمولية و أنتج عمالها المغلوبون على أمرهم سلعا بيعت فى السوق المحلى و العالمى و عملوا مقابل أجورهم ( أى أنهم كانوا يبيعون قدرتهم على العمل كسلع لرؤسائهم).

فى ذلك العهد كان الشيوعيون هم هؤلاء الذين يدعمون هذا النوع من الدول الإستبدادية .. من بينهم كان مؤيدو موسكو فى الأحزاب الشيوعية و الماويون و ستالينيون آخرون و معظم التروتسكيين .. دعوا أنفسهم بالشيوعيين و كذلك دعاهم معارضوهم .. و على الجانب الآخر لم يكن “المعادون للشيوعية” هم ببساطة هؤلاء الذين ناهضوا هذه النظم و إنما مؤيدو الإمبريالية الغربية .. جماعة تراوحت من الليبراليين إلى الفاشيستيين .. و فى ذات الوقت ندد مؤيدو موسكو بالإشتراكيين التحرريين بوصفهم معادون للشيوعية و معادون للسوفيت .. و لجأ البعض إلى تسمية أنفسهم بالمعادين لأعداء الشيوعية كطريقة للقول بأنهم لا يقبلون بالشيوعية و لكنهم ضد الإضطهاد المكارثى.

اليوم فى عهد جديد .. الإتحاد السوفيتى قد إنهار و كذلك حزبه الشيوعى الحاكم .. صحيح أن بعض تلك الدول مازال قائما بعد إدخال بعض التعديلات فى الصين و كوبا و أماكن أخرى .. و لسوء الحظ مازالوا يلهمون بعض الناس .. و لكن عدد و ثقل الأحزاب الشيوعية قد تضاءل بشكل عام .. فى المقابل فإن هناك تزايدا فى أعداد هؤلاء الذين يعلنون إنتمائهم إلى الأناركية و تيارها الأكبر و هو الأناركية الشيوعية .. يبقى آخرون متأثرون بماركس و لكنهم يتطلعون إلى تفسيرات تحررية و إنسانية لأعماله .. فكيف إذن ينبغى أن نستخدم مصطلح الشيوعية اليوم؟ هل يظل معناه هو نفسه كما فى الفترات الماضية؟ .. فى التالى سوف أستعرض تاريخ المصطلح و معانيه.

بينما دعا مؤسسو الحركة الأناركية (برودون و باكونين) أنفسهم بالإشتراكيين إلا أنهم قد نددوا بالشيوعية .. أحد العبارات التقليدية لبرودون هى أن الشيوعية “نظام أستبدادى و سلطوى يستند إلى مسلمة أولية هى خضوع الفرد للجماعة و أن المواطن ملك للدولة” [مقتبس فى بوبر، 1958؛ ص 30-31] .. و يقول باكونين: “إننى أحتقر الشيوعية لأنها تنفى الحرية .. و أنا لست شيوعيا لأن الشيوعية تنتهى بالضرورة إلى تركيز الملكية فى يد الدولة” [مقتبس فى ليير، 2006؛ ص 191] .. و من ثم دعا برودون نفسه تعاونيا Mutualist و دعا باكونين نفسه جمعويا Collectivist.

إذا ما تصورنا أحد الأديرة أو أحد الجيوش (حيث يعطى كل الجنود طعامهم و ملبسهم و مأواهم) فمن السهل أن نرى كيف أن الشيوعية (من نوع ما) يمكن تخيل تناقضها مع الديموقراطية و الحرية و المساواة .. فى كتاباته الأولى ندد ماركس ب”الشيوعية الخام” التى فيها “يكون المجتمع مجتمع عمل و مساواة فى الأجر الذى يدفعه المجتمع كرأسمالى أوحد” [ماركس، 1961؛ ص 125-126] .. و مع ذلك فقد دعا ماركس و إنجلز أنفسهم بالشيوعيين و هو مصطلح فضلاه على مصطلح الإشتراكيين الأقل تحديدا بالرغم من أنهما إستخدما مصطلح الإشتراكيين أيضا. (كره ماركس و إنجلز مصطلح “الإشتراكيون الديموقراطيون” الذى إستخدمه الماركسيون الألمان).

شرح ماركس بأكثر وضوح ممكن مفهومه عن الشيوعية فى كتابه “نقد برنامج جوثا” و فيه أن الشيوعية هى “مجتمع تعاونى ينبنى على الملكية المجتمعية لوسائل الإنتاج …” [ماركس، 1974 ؛ ص 345] .. فى “المرحلة الأولى للمجتمع الشيوعى …” [ص 347] تستمر الندرة و الحاجة إلى العمل. “نحن هنا نتعامل مع مجتمع شيوعى و قد ولد لتوه من رحم مجتمع رأسمالى و لا يزال منطبعا بعلامات الولادة الموروثة عن المجتمع القديم …” [346] .. فى هذه المرحلة الدنيا من الشيوعية تنبأ ماركس أن يتلقى الأفراد شهادات توضح قدر العمل الذى أسهموا به (مخصوما منه مقدار يخصص للتمويل المشترك) .. و بإستخدام هذه الشهادات يمكن للأفراد أن يحصلوا على السلع التى إحتاجت لإنتاجها القدر نفسه من العمل .. مع ملاحظة أن هذه الشهادات ليست نقودا لأنه لا يمكن مراكمتها (إدخارها) .. ولكن هذا يظل نظاما للحقوق و المساواة البرجوازية يتم فيه تبادل وحدات متساوية من العمل .. و مع الأخذ فى الإعتبار بأن للناس قدرات مختلفة و إحتياجات مختلفة فإن هذه المساواة تؤدى إلى قدر من “عدم المساواة”.

و يصدح ماركس بالقول بأنه “فى مرحلة متقدمة للمجتمع الشيوعى عندما يختفى خضوع الأفراد لعبودية تقسيم العمل و من ثم التناقض بين العمل العقلى و البدنى و عندما لا يعود العمل مجرد وسيلة للبقاء على قيد الحياة و إنما يصبح حاجة حيوية فى حد ذاته، و عندما تزيد التنمية المتكاملة للأفراد من قدراتهم الإنتاجية و تفيض ينابيع الثروة التعاونية بوفرة أكبر .. عندها فقط يمكن للمجتمع أن يعبر بمجمله الأفق الضيق للحق البرجوازى و يكتب على علمه: من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته!” [ص 347]

(لسبب لا يعلمه أحد سواه أعاد لينين تسمية المرحلة الأولى للمجتمع الشيوعى بالإشتراكية و المرحلة الأكثر تقدما للمجتمع الشيوعى بالشيوعية .. و تبع أغلب اليسار هذا الإستخدام المضطرب).

 

برغم رفضه لمصطلح الشيوعية، طرح باكونين تصورا لمرحلتين من تطور إقتصاد ما بعد الثورة و فقا لصديقه جيمس جويلام الذى كتب فى عام 1874 دراسة أوجز فيها رؤى باكونين .. “ينبغى أن يقودنا مبدأ من كل حسب استطاعته إلى كل حسب حاجته، عندما يمكن للإنتاج أن يتخطى الإستهلاك بفضل الصناعة و الزراعة المعتمدين على العلم و هو ما يمكن تحقيقه خلال بضعة أعوام بعد الثورةفلن يكون من الضرورى تحديد نصيب كل عامل من السلع .. سيكون لكل إنسان أن يحصل على حاجته من إحتياطى السلع الوفير المتاح للمجتمع .. حتى ذلك الحين سيقرر كل مجتمع لنفسه خلال الفترة الإنتقالية ما يعتبره الطريقة الأمثل لتوزيع إنتاج العمل المشترك” [فى باكونين، 1980 ؛ ص 361-362] .. و هو يذكر بدائل مختلفة لنظم توزيع الدخل فى الفترة الإنتقالية، “… نظم سيتم تجربتها لإكتشاف كيف يمكن أن تعمل” [ص 361].

 

ما يطرحه “الإقتصاد التشاركى” Participatory Economics اليوم و الذى يكافأ العمال فيه وفق وطأة العمل و مدته الزمنية فى إطار إقتصاد تعاونى يمكن أن يتوافق مع مفهوم باكونين أو ماركس لمرحلة إبتدائية مؤقتة لمجتمع حر .. و لكن بخلاف التشاركيين فقد لاحظ ماركس و باكونين أن مثل هذا الوضع يبقى محدودا .. فبالنسبة لماركس و باكونين إذن تتطلب الشيوعية الكاملة مستوى مرتفعا من الإنتاجية و الرخاء أو إقتصاد ما بعد الندرة حيث بتوافر للناس متسع من وقت الفراغ للمشاركة فى صنع القرار فى العمل و فى المجتمع بما ينهى التمايز بين من يصدرون الأوامر و من يتلقونها .. و لكن ماركس أو باكونين لم يصفا آلية إجتماعية للإنتقال من مرحلة إلى أخرى.

 

رفض كروبوتكين تصور المرحلتين لكل من الماركسيين و الأناركيين الجمعويين .. و طرح بدلا من ذلك تصوره أن المجتمع الثورى ينبغى أن “يحول نفسه فورا إلى مجتمع شيوعى.” [1975 ؛ ص 98] بمعنى أن عليه أن يتجه مباشرة إلى ما إعتبره ماركس مرحلة أكثر إكتمالا و تقدما من الشيوعية .. و دعا كروبوتكين و من إتفقوا معه أنفسهم “أناركيون شيوعيون” ( أو شيوعيون أناركيون)، برغم أنهم استمروا فى إعتبار أنفسهم جزءا من الحركة الإشتراكية الأوسع.

 

فى رأى كروبوتكين لا يمكن تنظيم إقتصاد فى جزء منه وفق مبادئ رأسمالية و على أساس مبادئ شيوعية فى أجزاء أخرى فمكافأة العمال على أساس قدر التدريب الذى حصلوا عليه أو حتى بمقدار صعوبة عملهم ستؤدى إلى خلق تقسيم طبقى و الحاجة إلى وجود دولة تشرف على كل شيئ .. كما أنه من غير الممكن تحديد قدر مساهمة كل فرد فى نظام إنتاج تعاونى معقد حتى يمكن مكافأته بقدر عمله.

 

بدلا من ذلك إقترح كروبوتكين أنه بالنسبة لمدينة كبرى أثناء الثورة، “يمكنها تنظيم شؤونها وفق المبادئ الحرة للشيوعية بأن تضمن لكل ساكن مقيم فيها طعامه و ملبسه فى مقابل خمس ساعات من العمل .. و بالنسبة لجميع ما يمكن إعتباره سلعا كمالية فيمكن لأى أحد الحصول عليها إذا ما إلتحق بواحدة من الروابط الحرة [التى تدير شؤون المدينة] بأنواعها …”[ص 118-119] .. هذا سيقتضى التكامل بين العمل الزراعى و الصناعى و بين العمل البدنى و العقلى .. و لكن يبقى عنصر من القسر فى إقتراح كروبوتكين .. فمن المفترض أن هؤلاء البالغين صحيحى الجسم الذين لن يسهموا بالعمل لخمس ساعات يوميا لن يحصلوا على ضمانات الحد الأدنى [المأكل و الملبس].

 

أصبحت الأناركية الشيوعية هى السائدة بين الأناركيين إلى حد أنه أصبح من النادر أن تجد أناركيا (فيم عدا الأناركيون الإنعزاليون) لا يقبل الشيوعية بغض النظر عن الإختلافات التى قد تكون بينهم .. فى حين يدعو الماركسيون أنفسهم بالإشتراكيين الديموقراطيين منذ زمن بعيد .. و عندما نشبت الحرب العالمية الأولى دعمت الأحزاب الإشتراكية الديموقراطية الرئيسية الحرب التى بدأها الرأسماليون فى دولهم و دعا لينين الجناح الثورى للأممية الإشتراكية الديموقراطية إلى الإنشقاق عن خونة الإشتراكية .. و فى هذا الإطار دعا إلى أن يسمى حزبه البلشفى و أمثاله من الأحزاب أنفسهم أحزابا شيوعية كما فعل ماركس .. و إشتكى بعض أتباعه من أن هذا قد يسبب إختلاطا للأمر لدى العمال و يجعل البلاشفة يبدون مماثلين للأناركيين الشيوعيين .. و لكن لينين أعلن أن الأهم هو ألا يتم الخلط بينهم و بين الإصلاحيين من الإشتراكيين الديموقراطيين .. و نجح لينين فى فرض رأيه (كما فعل دائما فى حزبه) .. و بذلك إسترد الماركسيون مصطلح الشيوعية مرة أخرى .. و مع بروز نموذج الثورة الروسية إلتفت أغلب ذوى الفكر الثورى إلى اللينينيين و أصبح الأناركيون أكثر هامشية فأصبح مصطلح شيوعى فى الغالب مرتبطا باللينينيين.

سيناقش الجزء الثانى من المقال: هل الأناركية الشيوعية ممكنة؟ و هل تتطلب مجتمعا تخطى ندرة الموارد؟ و هل ينبغى للأناركيين أن يدعو أنفسهم شيوعيين (و متى؟ و أين).

 

******************

مترجم عن: Wayne Price – What is Anarchist Communism – anarkismo.net
Source:

http://www.anarkismo.net/newswire.php?story_id=6960