من القاهرة إلى ماديسون : الأمل و التضامن حيان ! لميديا بنجامين

بقلم ميديا بنجامين

ترجمة : مازن كم الماز
22 فبراير شباط 2011


هنا في ماديسون , ولاية ويسكونسين , حيث احتل المحتجون مبنى برلمان الولاية لإيقاف مسودة القانون الوشيك الذي سيلغي حق العمال في إجراء اتفاقيات جماعية , تجد أصداء ما جرى في القاهرة في كل مكان . سرت البهجة بين المحتجين لرؤية صورة مهندس مصري اسمه محمد صلاح الدين نصير و هو يرفع لافتة في ميدان التحرير تقول “مصر تدعم عمال ويسكونسين – عالم واحد , ألم واحد” . أما لافتات المحتجين في ويسكونسين فكانت تقول : أهلا بكم إلى ويسكايرو” ( دمج كلمتي ويسكونسين و القاهرة بالانكليزية ) , “من مصر إلى ويسكونسين : ها نحن ننهض” , و “الحاكم والكر ( حاكم ولاية ويسكونسين ) : إنه مباركنا” ( أي مبارك الخاص بنا ) . اللافتة التي جئت بها مباشرة إلى هنا من ميدان التحرير تقول “التضامن مع عمال مصر” كانت تتدلى من شرفة مبنى البرلمان إلى جانب رسائل التضامن من كل أنحاء البلاد .
رحلتي من القاهرة إلى ماديسون تبدو مثل شبكة ( صلة وصل ) بينهما . بعد أن خيمت مع الطلاب و العمال في مبنى برلمان الولاية أقمت حلقة نقاش في الصباح الباكر عما يعنيه أن أكون شاهدة عيان للثورة المصرية , و عن النضالات التي تجري الآن في أماكن مثل ليبيا , البحرين , و اليمن . أخبرني الأصحاب طوال اليوم كم كان ملهما الاستماع لأخبار الانتفاضات في العالم العربي .
البعض أخذ دروس أحداث القاهرة حرفيا ( كما هي ) . عندما رأيت مبنى برلمان الولاية و قد بدأ البلى يصيبه من كونه أصبح سكنا لآلاف المحتجين , ذكرت لهم أن الناشطين في القاهرة كانوا يفركون أرض ميدان التحرير بانتظام ليبقوها نظيفة , مصممين على أن يظهروا كم يحبون المكان الذي حرروه . بعد ساعات قليلة , في بهو المبنى في ماديسون , كان الناس يركعون على أيديهم و ركبهم و هم يفركون الأرضية الرخامية . “نحن نتعلم بسرعة” أخبرتني إحدى طالبات المدرسة الثانوية و هي تبتسم بينما كانت تلتقط بقايا كعكك ملتصقة بالأرض .
لقد سمعت أصداء أحداث القاهرة في قاعة الاستماع في ماديسون حيث اجتمع صف لا ينقطع من البشر طوال الأسبوع ليقدموا شهاداتهم . أعضاء الجمعية الديمقراطيون كانوا يعطون الأشخاص فرصة ليعبروا عن هواجسهم بصدد القانون الوشيك لحاكم الولاية . في هذا التدفق المستمر للشهادات الحارة , تحدث الناس عن آثار هذا القانون على عوائلهم – على صافي أجرهم , رعايتهم الصحية , و تعويضاتهم التقاعدية . تحدثوا عن أن حاكم الولاية يخلق أزمة ميزانية كي يحطم النقابات . و تحدثوا عن تاريخ نضالات العمال لينتزعوا أجورا كافية و لتوفير ظروف حياتية مقبولة و بدلات لائقة . و مرة تلو أخرى سمعت الناس يقولون “لقد رأيت كيف كان الشعب المصري قادرا على أن ينهض و يطيح بديكتاتورية عمرها 30 سنة , و هذا ألهمني لكي أنهض و أقاوم هذا القانون” .
إن التضامن بالفعل شيء جميل . إنها طريقة نظهر من خلالها توحدنا مع كل البشرية , إنها طريقة لكي نؤكد على إنسانيتنا نفسها . قامت مجموعة نساء من أجل السلام Codepink بإرسال زهور إلى الناس في ميدان التحرير – كانت إشارة ( إيماءة ) استقبلها المصريون بالقبلات و العناق و الدموع . انفجر المخيمون في ماديسون هاتفين عندما سمعوا أن مصريا قد اتصل بمطعم بيتزا محلي و طلب منه الكثير من البيتزا لإطعام المحتجين . “لم تكن البيتزا أبدا أطيب مثل الآن” , هكذا علق رجل إطفاء من ويسكونسين عندما علم أن بيتزا الثوم التي يأكلها قد جاءت من متضامنين من القاهرة .
المهندس المصري محمد صلاح الدين نصير , الذي انتشرت صورته و هو يعبر عن تضامنه مع عمال ويسكونسين , لديه الآن الآلاف من الأصدقاء الأمريكيين الجدد على الفيسبوك . كتب في مدونته أن الكثير من أصدقائه الجدد فوجئوا بموقفه المتضامن لكنه كما قال تعلم أننا “نعيش في عالم واحد , و تحت نفس السماء” .
كتب محمد : “إذا لم يكن الإنسان قادرا على أن يشعر بآلام البشر الآخرين , يكون عندئذ كل شيء أوجدناه و شيدناه منذ بداية الوجود نفسه عرضة للخطر” . “يجب ألا نسمح للحدود و للفوارق بأن تفصل بيننا . لقد وجدنا مختلفين لكي يكمل أحدنا الآخر , لكي نندمج و نعيش معا . عالم واحد , ألم واحد , إنسانية واحدة , أمل واحد” .

ميديا بنجامين : إحدى مؤسسات Global Exchange : http://www.globalexchange.org و Codepink , نساء من أجل السلام http://www.codepinkalert.org . إنها أيضا مؤلفة كتاب : لا تخف يا غرينغو : امرأة هندوراسية تتحدث من القلب . عنوانها الالكتروني هو medea@globalexchange.org

نقلا عن http://www.commondreams.org/view/2011/02/21-11

نووسەر: Anarchistan ئەنارکیستان

Kurdistan Anarchists Forum - KAF سەکۆی ئەنارکیستان

لێدوانێک بنووسە

ئەم ماڵپەڕە لە ئەکیسمێت بۆ کەمکردنەوەی هەرزە واڵە و سپام سوود دەگڕێ. فێربە چۆن زانیاری بۆچونەکانت ڕێکدەخرێت.